السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أشكركم على هذا الموقع، فلقد خصصتم لنا الكثير من أوقاتكم للبحث عن حلول لمشاكلنا، فجزاكم الله عنا خيرا.
الحمد لله الذي أنعم علي بزوجة ذات خلق ودين، وزواجي منها كان حديثا منذ شهرين، ولا حمل حتى الآن. إنني حين رأيتها في الرؤية الشرعية بحجابها، كانت متوسطة الجمال، وكانت ممتلئة قليلا وما جذبني إليها هو أخلاقها ودينها، ووافقت عليها
ولكني لما رأيتها بدون حجاب بعد أن عقدت عليها ولمست يديها لم أشعر بأي انجذاب أو شهوة، تماما كأني أسلم على أختي أو أمي، ونفس الأمر حين أقبلها أو ألمسها في أي جزء من أجزاء جسدها، أشعر كأني ألمس دمية لا روح فيها
باختصار وجدتها أقل جمالا مما كانت عليه قبل العقد شكلا وجسدا، فشكلها عادي جدا وجسدها فيه سمنة وأنا أكره الترهلات والسمنة، لم أجد رغبة في نفسي لتقبيليها أو عناقها أو جماعها، فإن فعلت كان ذلك حبا في أن أتق الله فيها فهي الآن زوجتي ولها علي حقوق ولا أريد أن أكسر بخاطرها أو أبخسها حقها.
كنت في فترة ما قبل البناء وما بعد العقد في حالة من التعجب والتسائل، كيف لا أشعر بشيء في يدي حين تلمس يدي يداها وكأني ألمس أو أسلم على أمي؟ كيف لا أشعر بشيء في شفتي وأنا أقبلها؟
لماذا قد أشعر بشهوة حين تقع عيني على فتاة تمر في الشارع ومن أول نظرة في حين أني مهما نظرت لزوجتي لا أشعر بشيء؟ قلت لنفسي أن ذلك الأمر سيختلف بعد الزواج، وكانت ليلة البناء بها فكان شعوري تجاهها نفسه، وقمت بالبناء بها على الرغم من هذا الشعور، الشعور بأنني أجامع دمية، لم أرد أن تشعر زوجتي بأني أرفضها أو لا رغبة لي فيها.
أنا الآن أشعر أن هناك شيء ينقصني، أشعر أن المعنى من الإحصان لم أدركه بعد، أشعر أنها لا تكفيني وأصبح غض البصر عندي أصعب مما كان عليه الأمر قبل الزواج، عندي شعور داخلي بأني لم أرزق بمن تقر بها عيني
أصبح الجماع عندي هو تأدية الواجب مع أن هذا الواجب يتبعه متعة وهي متعة القذف ولا شيء غير ذلك، حتى عندما تتأوه زوجتي، فلا أشعر بمتعته، أصبحت أتحسر على ما أنا فيه، فإني لم أجد ما أتمناه في زوجتي.
لا تظنوا بي أني لا أغض بصري وعيني تذهب لترى كل النساء، بل إني حريص كل الحرص على أن تكون عيني على زوجتي فقط ولكن وياللأسف عيني لم تر إلى الآن ما يشبعها.
أعاملها بكل لطف وتودد، لا أريد أبدأ أن تشعر بما أشعر به أو تعرف عنه شيئا، أريد أن أحافظ عليها، أريد أن أسعدها دوما لله، وقد تتعجبوا وتقولوا ولم تزوجتها؟
فأقول لدينها وخلقها وأيضا لأني لم أرد أن أكسر بخاطرها فرق قلبي لها لأني شعرت أنها أحبتني وبأني كنت لها الفارس الذي طال انتظاره، وكان قراري أن مثلها لا يترك.
أعلم الآن أني أخطأت، فما كان يجب علي أن أتجاهل حاجتي تجاه الإنسان التي أريد الزواج منها، فإن لم يكن فيها ما تتمناه نفسي كان علي أن أنسحب بهدوء، حتى وإن كان ذلك يحزنها، ولكن هذا حالي في أغلب الأحيان، أن أسعد غيري على حساب نفسي، ولكن في حالتي تلك فإن نفسي تأن وتصرخ، هي تريد مواصفات لم تجدها في زوجتي.
أنا لا أريد البكاء على اللبن المسكوب، فبالطبع الوقاية خير من العلاج، ولكن قدر الله وما شاء فعل، أنا الآن فكرت في حلول لهذه المشكلة وإليكم الحل من وجهة نظري وإني أرغب أن تنصحوني إن كان هذا هو الحل أم عندكم إضافة أو تعديل.
أولا الصبر عليها. وسبب الصبر أن الله قد أوصاني وجعل الصبر هو الأولى من الطلاق فقال " فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا ".
فإني أنوي الصبر عليها لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا، فيتغير ما في قلبي تجاهها لتصبح هي بحق الزوجة التي تقر بها عيني، ولكني لا أدري إن كان هذا القرار خطر علي؟
هل ممارسة الجنس كواجب قد يؤدي بعد ذلك لمشكلة ما أو أي مضاعفات أتأثر أنا وزوجتي بها؟ .
ثانيا الزواج بأخرى. فإن بقي الأمر كما هو لمدة سنة من الآن فإني سأبدا في التفكير في الزواج من أخرى فإني والله أخشى أن أفتن في ديني.
ثالثا: تأجيل الانجاب لمدة سنة أو سنتين.
رابعا: عدم اخبارها بأي شيء عن هذه المشكلة.
فهل ما قررته الآن ترونه الحل الأنسب؟ هل هناك حل أفضل من وجهة نظركم؟
فالدين النصيحة، فانصحوني بما ترونه الأفضل وجزاكم الله عني خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم.
ابني الفاضل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (تنكح المرأة لأربع منها دينها فأظفر بذات الدين تربت يداه) ويقول أيضا صلى الله عليه وسلم في حالة مشاهدة امرأة تعجبك (فات أهلك فإن البضع واحد).
أنت قبلتها على أساس الدين والخلق كما تقول وأنك رفقت بها والرفق أولى درجات الحب أما ما تقوله عن عدم الإحساس بالمتعة فهذا راجع إلى أنك ملكتها فالحكمة تقول (ما ملكته اليد زهدته النفس) وهذا الحادث معك.
ولكن الأمور الأخرى التي تحكى عنها فهذه أمور يوسوس لك الشيطان بها فالحرارة وعدم وجودها عامل نفسي منك لأنها أصبحت ملك لك ولكن لو فكرت في أنها من الممكن تضيع منك سوف تزول عنك هذه الأوهام التي تتعب بها نفسك.
فالبيوت يا ابني لا تقوم على العشق والغرام أبدا بل تقوم على المودة والرحمة والرحمة انت قدمتها وهى قدمت لك المودة مع العشرة سوف تجد ما تبحث عنه أنت لم تعاشرها كثيرا وعادة العام الأول من الزواج يحدث ما تحكى عنه.
ولكن يزول ذلك مع مرور الأيام فلا تستعجل ولا تتعب نفسك بأوهام لا أساس لها من الواقع بل تمتع بزوجتك وبحياتك وابعد عنك هذه الهلاووس واتق الله فيك وفى زوجتك واستمتع بها وبحياتك ولا تفكر في الزواج من أخرى فالمرأة واحدة في الظلام وفى النور. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الكاتب: د. السيد مصطفى أحمد أبو الخير
المصدر: موقع المستشار